عراقيون: الجفاف والمستوى العالي من الملوحة يجعلان الزراعة "شبه مستحيلة" (صور)

عراقيون: الجفاف والمستوى العالي من الملوحة يجعلان الزراعة "شبه مستحيلة" (صور)

 

محسن فالح، مزارع يبلغ من العمر 30 عامًا في منطقة الهدام جنوب العراق بمحافظة ميسان، كان وجهه مرهقًا وهو يتفقد الأرض القاحلة التي تحمل ندوب أزمة المياه المعقدة التي من المتوقع أن تتفاقم.

يقول "فالح" للمنظمة الدولية للهجرة، في يوم كانت درجات الحرارة فيه تتراوح في نطاق 40 درجة مئوية: "لا أتذكر آخر مرة أمطرت فيها، أعتقد أنها قبل عامين".

يوجد في العراق مصدران رئيسيان للمياه، نهرا دجلة والفرات، يتناقص استهلاك المياه من كلا النهرين بمعدل غير مسبوق، بسبب بناء سدود المنبع والجفاف الذي طال أمده.

 

المزارع العراقي الشاب، محسن فالحالمزارع العراقي الشاب، محسن فالح

 

ووفقا لتقرير "الدولية للهجرة"، يعني تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وتحويل مياه النهر أن سكان بعض الأماكن في العراق يعانون من أجل الحصول على المياه الكافية لاستخدامها في منازلهم، حيث تجبر ندرة المياه هذه بعض السكان على اقتلاع حياتهم وعائلاتهم.

"إيمان" لديها ستة أطفال وتلبية احتياجات أسرتها من المياه أمر صعب ومكلف، ولدت وعاشت في منطقة "الهدم"، تقول: "نفكر في الانتقال إلى المدينة لأنه لا يوجد ماء.. يجب أن نشتري الماء".

وأشار "فالح" إلى أن هطول الأمطار كان متوقعا خلال طفولته، حيث تهطل الأمطار كل عام خلال فصل الخريف، لكنه لاحظ تغيرات جذرية في المناخ والتربة والموارد المائية المحيطة بمجتمعه خلال السنوات القليلة الماضية.
 

العراقية العراقية "إيمان" من منطقة الهدم

 

وتتفاقم ظروف الجفاف ليس فقط بسبب انخفاض منسوب المياه في النظم الفرعية للقنوات، مثل "الهدم"، ولكن بسبب محتواها العالي من الملوحة، مما يجعل الزراعة شبه مستحيلة.

يقول تقرير المنظمة الدولية للهجرة، إن تناقص المياه العذبة يسمح لمياه المد المالحة للخليج الفارسي بالتسرب إلى نهري دجلة والفرات، والتي تغذي القنوات الفرعية، ثم يؤدي ارتفاع نسبة الملح إلى استنفاد الأراضي الزراعية الجافة أكثر، حتى وصول أمطار الخريف قد لا يكون كافياً لزراعة الأراضي الزراعية للحفاظ على سبل العيش الزراعية في المنطقة.

بالعودة إلى عام 2007، تم تركيب محطة ضخ المياه لزيادة تدفق المياه في منطقة "الهدم"، لكنها سرعان ما تعرضت للضرر وتم نهبها في النهاية بحثًا عن الأجزاء الميكانيكية، مما ترك المجتمع دون وصول موثوق إلى المياه.
 

محطة ضخ المياه فى الهدممحطة ضخ المياه في الهدم

 

في عام 2022، عملت المنظمة الدولية للهجرة في العراق مع شركة محلية لإعادة مضخة المياه للاستخدام، تقوم المضخة الآن بسحب المياه من قناة فرعية قريبة، حيث تتم معالجتها وتوزيعها على العائلات في اثنتين من قرى "الهدم" للاستخدام المنزلي.

في حين أن تركيب المضخة يوفر بعض الراحة للمجتمع، فإن حجم احتياجات المياه في المنطقة ضخم، ويعد نزوح العائلات حقيقة واقعة في 13 قرية في المجتمع، حيث تؤثر ندرة المياه بلا هوادة على الزراعة، وهي المصدر الرئيسي للدخل في ميسان.

وقدمت المنظمة الدولية للهجرة في العراق لـ"فالح" و79 مزارعاً آخرين من المجتمع المحلي، المساعدة الفردية لسبل العيش (ILA) في شكل منحة نقدية استخدمها لشراء الأدوات والإمدادات الزراعية تحسباً لموسم الأمطار.

هناك حاجة إلى التدخلات المستمرة على مستوى المحافظة والمستوى الوطني لتسخير الموارد الحالية وإيجاد حلول مناسبة للأسر في المناطق الأكثر تضرراً مثل "الهدم".

وأصبح مشروع دائرة الأراضي والأملاك وترميم مضخة المياه في "الهدم" ممكناً بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية، مكتب السكان واللاجئين والهجرة (PRM).

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية